Monday 16 July 2012

الرسم على جدار الألم (22)

أرجو تستمروا في متابعة القصة بعد انتهاء الحملة لاني مش عايزة استعجل في الكتابة وافقدها روحها 


الثالثة
~*~*~*~
كان (يوسف) منهمكا في عمله عندما سمع رنين هاتفه المحمول التقطه وهو يقرأ اسم المتصل فابتسم
كان صديقه (حاتم) لم يراه منذ التخرج تقريبا ومنذ أن عمل مع جده
وهو لا يجد وقت فراغ ليلتقي بأصدقائه
كان اليوم حفلة خطوبة (حاتم) لم يقبل أي أعذار
وألح على ( يوسف ) أن يأتي ليقضي وقتا لطيفا
الحفلة كانت في قاعة صغيرة باحدى الفنادق الفاخرة
ولكنها كانت حفلة صغيرة للأصدقاء بعد قراءة الفاتحة في بيت أهل العروس
***
في الساعة الخامسة مساءا
استعد يوسف وارتدى حلة أنيقة  ثم وقف قليلا في المرأة ينظر إلى نفسه
كم مر من العمر الآن على التخرج ؟؟ !! عامان !! لا يدري كيفا مرا
لا يذكر شيئا مهما أحدثه في هذين العامين
نظر إلى عينيه كيف صارت بكل هذا الحزن والشرود والضياع
التقط هاتفه والمفاتيح وغادر حجرته في سرعة قبل أن تحاصره المزيد من التساؤلات المؤلمة
*****
كان الحفل بسيطا رائعا بين غناء الأصدقاء الذي كان يعرف بعضهم منذ أيام الدراسة
شعر براحة كبيرة بينهم وتمنى لو استطاع أن يجمعهم كل يوم في ليلة كهذه
وكان هناك الكثير من الأشخاص الجميلة الذي تعرف إليهم
كل منهم كان يستعرض مواهبه في الغناء والرقص والعزف ،،
كانت هناك فتاة هادئة الملامح منطلقة مع الجميع
مبتهجة بابتسامتها المشرقة ونظرة عيونها الواثقة ،،
رغم مرحها واندماجها بين الجميع إلا أنها كانت متحفظة بعض الشيء ،،
في نهاية السهرة طلبوا منها جميعا أن تعزف مقطوعة موسيقية هادئة ليرقص عليها الحبيبين،،
ترددت قليلا ثم مالبثت أن تشجعت لتهدي عزفها للعروسين وجلست أمام الألة التي تعشقها
وتنسى العالم وتندمج عندما تلامس أطراف أصابعها أصابع الآلة ،،


وبدأت العزف الساحر حتى فتن بها يوسف ،، فتن بكل ما فيها ،، خلق ورقة وقلم
وراح يرسم وجهها ويتفنن رسم روح التفاؤل والأمل في عينيها ،، حتى انتهت من عزفها
اتجه نحوها في لهفة وهو يصفق بحرارة كما صفق كل الأصدقاء
ثم مال في بساطة وهو يعترض طريقها برسمته
فاجئها فنه وبراعته في رسمها 
هتفت : إنها أنا ،، أنت موهوب بشدة 
فأسرع حاتم ليعرفهما ببعض وهو  يعلم جيدا أن الشخصين نادرا الوجود
انصرفا يوسف وفريدة عن السهرة تماما بأحاديث شيقة عن الفن والشعر
والموسيقى ،، أبهرها بثقافته وطريقة تفكيره ،، كما أبهرته هي أيضا برجاحة عقلها
وجمال روحها ،، حنانها ورقتها اللي اسرته بشدة
تمنا لو لم ينتهي اللقاء بينهما أيدا
وتمنا لو يكرر هذا اللقاء ألف مرة
ولكنهما اتفقا أن يكونا صديقان متفهمان يشبعان هوايتهما معا
طلبت منه أن ترى لوحاته فهي تهتم كثيرا بالفن وتحضر معارض كثيرة هنا وفي اوروبا
فأسرع هو بطلب موعد لحضور حفلة موسيقية وعشاء في اليوم الذي تريد
اهداها كارت وأهدته ابتسامه خجولة ووعد بعينيها انه يوما ما سيسمع صوتها لتلبي الدعوة


انصرفا الاثنان كل في سيارته 
لكنه ظل يراقبها حتى ذابت في الطريق
***********
مر يومان ويوسف ينتظر ،، كل دقيقة ينظر لهاتفه علها تتصل ليسمع صوتها الحنون
حتى جائته رسالة بالموعد والمكان  معرض لوحات لرسام مغمور
ذهب لمقابلتها ثم تناولا العشاء معا ،، وهناك اخرج من حقيبته بعض لوحاته الصغيرة 
التي يحبها وأعجبت بهم بشدة وشجعته أن يقيم معرض صغير ويعرض لوحاته
أخبرها أنه عندما رسمها في قاعة الفندق كانت المرة الأولى منذ عامان ،
 هو يعتقد أنه نسي الرسم منذ زمن
شجعته أن يعود ليرسم أن يخلق الوقت لموهبته ولا يستسلم
خلقت بداخله احساس مختلف
وكأنما مات واعادت هي له الحياة 
وكأن روحه كانت زهرة ذبلت وذاب عطرها وجاءت هي لترويها لتتفتح وتنثر عطرها من جديد
واحتلت فريدة جزءا كبيرا من حياته بل أصبحت هي محور حياته ،،
****
كل يوم يمر يتعلق يوسف بفريدة أكثر وهي تعامله كصديق مميز بعض الشيء
فكر أن يصارحها بحبه وأن يتقدم لها فورا ،، 
كانت فريدة تعمل مدرسة موسيقى في احدى المعاهد الخاصة لتعليم الموسيقى والرقص


اتصل بها ليخبرها أن لديه مناسبة خاصة جدا يريدها أن تشاركه اياها هذا المساء
حاولت أن تعتذر لأنها ستأأخر ف يالعمل ولكن أمام اصراره وافقت
انتهت فريدة من عملها  واتجهت بسيارتها للمكان الذي وصفه لها يوسف
كان يبدو مقهى او مطعم صغير ولكنه أنيق وديكوره مبهر ،، 
على الباب سألت في حجز هنا باسم ...قاطعا فرد الأمن : آنسة فريدة ؟
هي: نعم أنا .. فرد الأمن : اتفضي من هذا الدرج إلى أسفل 
نزلت فريدة الدرج حتى وجدت قاعة مزينة وانوارها خافتة 
واستقبلتها فتاة .. آنسة فريدة هذا الورد لكِ
وجدت مع الورد علبة صغيرة اكملت طريقها وهي تفتح العلبة 
وفي اللحظة الذي فتحت فيها العلبة لتجد خاتم الخطبة وكلمة داخل العلبة 
"تتجوزيني؟؟"
وجدته امامها وهو يقول "أحبك" وخلفه لوحة كبيرة عليها صورتها
 وهي تعزف على "البيانو" كانت المكان كله مفروش بالورود 
وعندها دار بالخلفية ذات الموسيقى التي عزفتها بالحفل يوم أن التقيا
أول مرة  ،، وبدءا الرقص معا وذابا في عالم آخر ،، عالم مليء بالاحلام الوردية ،،
بالحب والأمل 
****
عادت فريدة إلى المنزل تحتضن الورود وعلبة الخاتم وقلبها يرقص فرحا 
تفكر كيف ستفاتح والدها وانه بالتأكيد سيسعد كثيرا باختيارها
فيوسف شاب طموح ، ناجح وشخصية مبهرة ورائعة 
وعند دخولها المنزل كان والدها يجلس في انتظارها ليفاتحها في أمر هام أيضا
هناك من سبق حبيبها لخطبتها ابن شريكه في العمل ،،
فريدة : أبي ولكن أنا لا أريد أن أتزوج بهذه الطريقة ،، اليوم كنت سأتحدث إليك عن شخص آخر
الأب : شخص آخر ؟؟ أي شخص هذا ومتى عرفتيه وأين ؟ 
فريدة : في سهرة مع الاصدقاء ،، هو شاب رائع وناجح ،
 أرجوك امنحه فرصة وتعرف عليه أنا واثقة أن اختياري سيعجبك.
الأب : فليأتي ليقابلني بالمكتب غدا 
********
أما يوسف فاستيقظ سعيدا اليوم سيذهب ليقابل والد حبيبته ،، أخيرا سيجمع القدر قلبيهما للابد
فكر قبل أن يذهب أن يتحدث مع جده ويعرض عليه الأمر،،
كان الجد بمكتبه يتابع بعض الأعمال  بالمنزل 
يوسف: جدي أنا ارغب في أن احدثك في موضوع مهم وخاص 
الجد : وأنا أيضا اريد أن أحدثك في أمر خاص جدا اجلس 
جلس يوسف فبدا الجد الحديث 
ألا تفكر في الزواج ؟
يوسف وبابتسامة واسعة وارتياح : هذا بالظبط الموضوع الذي اردت أن افتحه معك 
أنا ارغب في  ذلك بالفعل وبسرعة
ضحك جده ضحكة عالية ثم قال : وأنا وجدت لك العروس المناسبة 
اختفت الابتسامة من وجه يوسف : لا ياجدي أنا لا أبحث عن عروس 
أنا وجدت العروس المناسبة ليست مناسبة فقط بل أشعر أنها حقا خلقت من أجلي أنا
الجد : عشق هذا أم ماذا ؟ متى عشقت إلى هذه الدرجة انت طيلة الوقت منهمك في العمل
يوسف : لا يهم ياجدي متى وأين المهم أنني عشقت ولن أستطيع الاستغناء عنها 
أنت حرمتني أحلامي في الرسم والفن والسفر أرجو ألا تقضي على أحلامي هذه المرة 
الجد : أنا أقضي على أحلامك ؟؟ أنا لا اريد سوى سعادتك وراحتك ،
واذا كانت هذه هي الفتاة التي تريدها فلا بأس مادامت تعلقت بها ولكن اترك لي هنا اسمها
كتب يوسف ورقة باسمها كاملا وعمل والدها وعملها وشكر جده كثيرا وقبل يده ثم ذهب
*******
يتبع











Saturday 14 July 2012

الرسم على جدار الألم (21)

(2)


يوسف
***
قد تعيش أحيانا قصة تؤلمك فتلهمك وتنمي ابداعك ،، كان يوسف شاب طموح مجتهد
دمث الخلق ، صادقا في كل شيء ، سخي في مشاعره ،، تربى في بيت جده  بعد وفاة
والده ، كان هو أصغر إخوته ،، اتخذ احدى حجرات منزل جده الفخم "صومعة" له ،
في الشتاء يعكف على المذاكرة وفي الصيف معرض للوحاته ،، فقد كانت امتع هواياته
هي الرسم  ، ويحب أيضا الموسيقى والقراءة ،، كان جده فخورا به وبالتزامه  وقلقا بعض الشيء
من عزلته وعدم اختلاطه بالناس وعدم احتكاكه بالحياة زائد أفكاره وأحلامه المثالية ،،
أنهى يوسف دراسته للهندسة وطلب منه جده أن يشاركه العمل في المصنع الذي يمتلكه
لكنه فاجئه بأنه يريد أن يتفرغ  لرسوماته وعمل أول معرض له يضم أعماله الفنية 
وأن هناك فرصة للسفر لخارج وعرض لوحاته في معارض اوروبية
نهره جده لتفكيره في اللوحات والفن وتلك التفاهات في رأيه وأجبره أنه يعمل معه
استجاب (يوسف)رغما عنه لرغبة جده حبا له وحفظا لجميله في رعايته له 
وحاول أن يقنعه ان يكمل لوحاته وحلمه في اوقات فراغه
ووافق الجد على مضض ،، 
شعر يوسف في عمله أن روحه سجينة في مكان لا يليق به ولا بأفكاره وأحلامه
العمل شاقا يتجاوز ال 10 ساعات احيانا
ليعود لمنزله منهكا ،، شعر أنه أصبح يشبه الآلة ،، اقترب من نسيان حلمه
وهواياته أصبح كل حياته العمل وفقط ،، كان يبكي في المساء لشعوره بأنه يفتقد شيء ما
يريد أن يتحرر من كل القيود حوله ولكن ماذا يفعل حتى لا يغضب جده ويحقق حلمه أيضا 
للحديث بقية

الرسم على جدار الألم (20)



(1)


لا يمكن أن تدخل عالمها إلا اذا أرادت هي ،،
فهي تعيش في عالم غامض ،، لا تحب أن تختلط بالبشر فهم يؤثرون سلبا على متعة حياتها ،،
خلقت لنفسها حياة تشبه الحلم ،، فهي تسكن في منطقة نائية تشبه الجزيرة على ضفاف احدى البحيرات
 في بيت بسيط طابق واحد من الخشب والزجاج
تقضي ساعاتها في القراءة وعزف الألحان على "البيانو" آلتها الموسيقية المفضلة
وحيدة في بلد صغيرة لا تعلم سكانها ،، ولا تحب أن تعلم
أحيانا تكتب الرسائل لحبيبها الذي لا تعرف عنوانه فتضعهم أمامها وتعزف الألحان
كانت هذه (فريدة)
تركت بيتها الكبير الشبيه بالقصر في قلب العاصمة
تركت والدها الحنون الذي عاش لأجلها ولأجل سعادتها عمرا طويلا
تركت أمواله وعملها
تركت كل شيء ورحلت لأطراف البلاد بعدما فقدت حبيبها (يوسف)
كيف فقدته ولماذا وهل هناك أمل أن تعود ؟؟!!
تابعوا الحلقات ... يتبع





Tuesday 10 July 2012

لن أتبع السراب (19)



كنا اثنين جمعتنا الأقدار وقسوة الحياة ،، و الاغتراب داخل الوطن
كنت فارسي وأملي وسعادة عمري ،، قصرا مبهرا بداخله تتحقق كل أحلامي،،
وعندما نزفت عمري وصولا إليه وجدته لوحة خشبيه جسدها لي الوهم وحب الحياة ,,
***
 توقف لا تتبع السراب فهو يأخذك إلى الهاوية
سأقف هنا على جانب الطريق ،،
 ربما كان المكان موحشا و مظلما ولكن مهما كان طول ساعات الليل 
المقبضة فستبزغ هاهنا الشمس غدا لتنير المكان فأرى من انت وأين أنا !!
***
لا تتبع السراب فأنا سراب 
لا تعشقني فأنا لست لك 
عد إلى حياتك وابحث عن امرأة أخرى تناسبها أكاذيبك
تناسبها تلك الأحلام الواهية 
*** 
أنت سراب لن أركض خلفه حتى لا يضيع ماتبقى من العمر
أنت سراب أصابني بالألم والقهر
أنت لست ذلك الرجل الذي حلمت
لست سوى تمثال من تبر 
يبهرك بجماله لكنه لا يشعر أبدا باعجابك مهما حاولت
***
لن أتبعك 
أنا واقفة هاهنا في منتصف الطريق
ألقى مصيري المجهول في تلك الأرض المظلمة
ذلك أفضل من أن اتبعك إلى الهاوية 
فغدا ستبزغ الشمس هاهنا على الطريق لأرى أين أنا ومن أنت !!

Saturday 7 July 2012

لمى قصة فتاة متحررة (18)






قد تتمنى أن تكون حرا لكنك تخشى ان تتعرف لأشخاص يمارسون حريتهم بكل عفوية وبلا أدنى شعور بالخوف

او القلق بينما أنت لا تجرؤ على تحرير نفسك من أفكارك ومعتقداتك ولا تحرير قلبك وعقلك

من كل ما قابلته في حياتك وكبلك وأجثم على أنفاسك

كالطير السجين في قفص يتابع بشغف كل مايدور حوله يتابع البشر والطيور يتحركون بحرية في كل مكان

بينما إذا خرج هو من قفصه يموت هكذا هناك نوعية من البشر تحب أن تستمتع برؤية نموذج حر

تتمنى أن تكون هو لكنها لا تستطيع وسرعان ماتبتعد وتخبو في سجنها ثانية لأنها لا تستطيع المجازفة

بالقرب من شخص متحرر أكثر من ذلك ،، بعيدا عن تلك الفلسفة التي تبدو مجرد فلسفة بينما هي

حقيقة واقعة يدل عليها تفاصيل هذه القصة ،، فقد كانت "لمى" فتاة رائعة الأنوثة منذ أن كانت طالبة بالثانوي

اسمها ملفت وحركاتها ملفتة كان الجميع يتوددون إليها ويحبون أن يتقربون منها ويصبحون أصدقائها البنات قبل الصبيان

لم يكن جمالها مبهرا فقد كانت سمراء لكنها حسناء تملك عينان عسليتان واسعتان يملأهما الحنان والتمرد

كانت تهتم بملابسها بشكل لا يليق بسنها

كانت تضع مستحضرات التجميل بعد مغادرة المنزل بعيدا عن أهلها

كانت الفتيات يحبون التقرب منها كنموذج غريب عنهم في مجتمعهم الضيق

فيضحكون على كمية المضايقات التي تتعرض لها بسبب ملابسها القصيرة والضيقة

لم يكن أهلها متحفظين تماما كانوا يسمحون لها بأن ترتدي القصير لكن مستحضرات التجميل لم يأتي وقتها بعد

وكنت انا تلك الفتاة المتحفظة تماما لم يكن هناك من يمنعني عن ارتداء ماترتدي أو وضح مساحيق الزينة

أو حتى الحديث للشباب كما كانت تفعل لم يكن هناك أي شخص يمكنه أن يراقبني أو يمنعني من أفعل لكني أبدا ما فعلت

كنت أستنكر تصرفاتها بشدة كنت رقيبة نفسي وكنت اوجهها أن ماتفعله خطا ورغم ذلك كنت استمر معها

واستمتع بتصرفاتها وكانها تعوض لي نقصا ما داخلي فانا أنصحها بلطف ولكني لم أجرب ان أعنفها أو أمنعها فعلا

من أن تفعل كل تلك التصرفات،، دخلنا الجامعة كان المجتمع أكثر انفتاحا والحرية مساحتها أكبر

فلا وجود للأهل مطلقا خاصة أن جامعتنا بعيدة وكنا نسكن بعيدا عن أهلنا في سكن للطالبات

لذا فملابسها ازدادت قصرا وضيقا و المساحيق كانت تزين وجهها في كل وقت ناهيك عن بعض

الموضات والتقليعات للفتيات في ذلك الوقت والتي لم تكن تفوتها أبدا

تعرفت لنصف شباب دفعتنا ،، كنت أتعجب أن هناك حسناوات يفوقونها جمالا بمراحل وكان الشباب يتهافتون

عليها بمجرد دخولها قاعة المدرج فمن يتحجج بمذكرات ومن يتفاخر امام البقية أن تعرف اليها سابقا واصبحت صديقته

كانت تقف معهم بالساعات ويتابدلون ارقام الهواتف ،، ومن يراها هكذا يعتقد أنها أحبت ألف مرة

بينما كانت تبحث بينهم عن رجل حقيقي تعشقه لم يحقق لها أي منهم رغبتها تلك في أن يكون معها رجل يتسم بالرجولة

كانو ذكور يعرفونها ليتفاخرون بمعرفتها عدت سنوات الجامعة حتى وصلنا للسنة الأخيرة

كان هناك معيد يدرس لها عشقها بجنون وتقدم لخطبتها

كان رجلا وسيما وأنيقا ومهذبا

يومها نصحتها ان توافق فورا رفضت بشدة ،، "هذه الحياة لا تناسبني لم أخلق لأكون ست بيت أطبخ واغسل " تعجبت لمنطقها

وحزنت لأجل ذلك المعيد الرائع من وجهة نظري

بدأت تأخذ طريقا آخر شعرت نحوه بالقل والخوف ،، بدأت تشرب السجاير

تركت سكن الطالبات وسكنت في شقة بمفردها

قدمت على تدريب في شركة قد تتيح لها فرصة ان تعمل بها فيما بعد التخرج

هي تخطط لتنفصل عن عائلتها تماما لا تريد ان تعود لمدينتها الصغيرة ومجتمعها المتخلف كما تصف

كانت تحيرني تصرفاتها فعندما يحدثها أحدهم عن الحب تنهره

بينما تخرج مع 10 غيره على اعتبار انها صداقة

لم أستسيغ أن تستضيف أحدهم في منزلها ليساعدها في تجهيز بعض الاشياء وهي تستعد لفرشها

لم أستسيغ أن تعيش بمفردها في شقة ويعرف طريق هذه الشقة الكثير من اصدقائها

بل ويمر احدهم بسيارته صباحا لياخذها لمقر الشركة أو يمر ليلا ليوصلها للمنزل

ورغم كل نهري لها إلا أني لم اقطع علاقتي بها تماما ابتعدت قليلا لكني لم اقطع علاقتي بها

فقد كانت تثير شغفي كنت استمتع بكل ما تفعله وهي تفعله ليس وأنا أفعله ولا أريد أبدا أن أفعله

رغم أن الفرصة كانت متاحة لي تماما

استمرت "لمى" تلك الغريبة واسمها الغريب في التحرر أكثر فأكثر تخرجت أنا وبدأت رحلتي في أخذ كورسات هنا وهناك

واستطاعت هي أن تحصل على الوظيفة بكل سهولة ويسر عن طريق وسطة من والد أحد أصدقائها ،،

عندما انتهيت أنا من أحدى الاختبارات للعمل بعد 3 أعوام من التخرج التقيت بها صدفة كانت أجمل

وارشق وأكثر أناقة وثقة اصطحبتني لسيارتها ثم قضينا اليوم معا تناولنا الطعام في مطعم فخم

ثم ذهبنا إلى منزلها الذي لا تزال تسكن فيه بمفردها

سألتها من أين لكِ هذا أكل هذا من عملك أم لا يزال والدك يساعدك ؟!

هي : لا الشقة والسيارة هدايا خطيبي سأتزوج بعد شهر وأسافر معه ؟

أنا : إلى أين هل يعمل بالخارج ؟

هي: لا بل هو أصلا من الخارج ابن صديق مديري وشريكه من الإمارات كان يأتي لزيارة المشروع

واعجب بي جدا وطلب الزواج

هذا ما كنت أحلم به أتزوج برجل غني أحبه ويحبني يقدم لي كل ما أريد ببيت رائع وسفر هنا وهناك

قلت : وحريتك وعنادك وتمردك الدائم كيف سيروض كل هذا ؟

قالت : لن يستطيع هو يقبلني كما أنا

لم أستسيغ الفكرة واعترف بأن وجودها في حياتي أربكني

وحضوري لحفل زواجها المبهر أربكني أكثر كان زوجها حقا رجلا وسيما متفتحا

لم أصدق أن القدر سيمنحها كل ماكانت تحلم به هكذا رجلا يقدرها كل هذا التقدير يضع ثروته بين يديها

يحبها ويغدق عليها وهي تعشقه وتعشق سخاءه واحترامه وتقديره لها

صرت اتسمع أخبارها كل شهر وعام بعد عام فأسمع أنها سافرت فرنسا

أو انجلترا أة أنها أتت لزيارة مصر اسبوع وعادت

وانها أنجبت ولد وبنت وأن هناك من تخدمها واخرى تهتم بالأطفال

تماما كما كانت تحلم وتنسج أحلامها أمامنا وكنا نقول مجنونة

كل من يراها وأسئله عنها يتحدث عن اهتمامها بنفسها وملابسها وأنها بعد عناء تحجبت

ولكنها لا تزال تضع المساحيق وترتدي ملابس انيقة

وعندما أتحدث مع صديقاتنا أرى في عيونهن حقدا كبيرا

كيف أنها عاشت حياتها حرية وانطلاقا ونحن من حافظنا

على سمعتنا في الاخير سنتزوج موظف نعيش معه بالكاد

أما هي فتعيش منعمة بعد ان عاشت بكل حرية انطلاق كيف يتزوجها رجل كهذا بكل ماضيها ؟

قلت : وماهو ماضيها هي ايضا كانت تحافظ عل نفسها هي كانت تعاملهم كأصدقاء

لم يرق لهن ذلك الحديث كما لم يرق لي ماقلته لم أحقد عليها لكنني تمنيت ان اتحرر مثلها

اتحرر من كل القيود فهي تحررت حتى من ضرورة انتمائها لبلدها وأن تتزوج مصري مثلها

وقلت: انها مسكينة فهي ستعيش غريبة بعيدة عن اهلها بقية عمرها

فرددن الصديقات : المسكينة أنتِ





Friday 6 July 2012

(17)

مر العمر يا أبي
صرت امرأة لا تشبه تلك الصغيرة ,,
التي كانت تتأرجح بيديك ,,
مر العمر ولكن قلبي لازال طفلا ,,
يتشبث بك

ابتسامة غابت (16)



لم أعرفها جيدا ولكنها كانت صديقة لأقرب رفيقاتي ، وكانت تحبها كثيرا 

من كثرة كلامها عنها تمنيت أن أعرفها وأصادقها ، كانت هادئة ، ملامحها صافية تحب النظر 

إلى عينيها لما فيها من كم الشجن و البراءة والطيبة ، تتحدث بتريث ولباقة ، مهذبة لأبعد الحدود ، كنا نعاني الفراغ بعد انتهاء الدراسة 

فنبحث عن أشياء جديدة لنتعلمها ، و كانت دوما ترافقنا و ابتسامتها لا تفارقها 

في ليلة هاتفتها أخبرتني بضحكتها الصافية كيف ابنها يشغلها وأنها تتعب كثيرا 

وستذهب للطبيب لإجراء عملية ولم تخبرني ما هي 

ذهبت في ليلة ممطرة تركت وليدها على ذراع أمها 

آخر ما رأته وجه الطبيب ويد تحاول حقنها بالمخدر 

وآخر ما نطقته بعض الآيات تقيها الخوف 

ثم غابت في سبات عميق ولم تعد 

ورغم سنوات عمرها القصيرة إلا أنها 

سبقتنا في حفظ القرآن .. والزواج .. والإنجاب .. والموت .

Tuesday 3 July 2012

التدوينة الموحدة (15)




1/ عرف نفسك ؟


أميرة من أي زمن فيه إمارة وفرسان وأحلام تتحقق ولا تنكسر


تحيا في عالمكم لتحكي لكم عن عالمها الذي فقدته


ولتطيب مشاعرها الحزينة التي تملأ روحها


انسانة بسيطة تسكن السراب..


2/ ما أكثر ما يميز شخصيتك ؟


لا أعلم مايميزني تحديدا ربما كان الهدوء والطيبة الزايدة اللي بتضايقني




3/ ما هى اهم نقطة تحول فى حياتك ؟


وفاة أمي 


4/ كيف دخلت الى عالم التدوين ؟



في التدوين بمدونة آدي حال الدنيا




في عام 2005 اعجبتني كثيرا المدونات السياسية والادبية كانت هناك حالة غريبة


للتدوين نشاط فكري وتدوين يومي وزيارات يومية فيما بينهم استهوتني الفكرة


وهي وجود منبر شخصي أبث فيه افكاري وكل ما يجول في نفسي وكانت بدايتي
مدونة آدي حال الدنيا
ومدونة النبض الجريح


5/ ما اسم مدونتك ولماذا اخترته ؟


حكايا الأميرة


اخترته اقتباسا من مجموعة قصصية لشاعر القصة القصيرة


الذي اعشقه كثيرا يحيا الطاهر عبد الله 


كانت مجموعته باسم حكايا للأمير حتى ينام


6/ صف مدونتك ؟


واضحة من اسمها حكايات وقصص وأدبيات 


7/ من هم أكثر ثلاث شخصيات أثروا بك من داخل عالم التدوين ؟ ومن خارجه ؟


الشخصيات في عالم التدوين اكتر من 3 بكتير عشان كدة مش هقول اسماء 

وخارجه والدي ومن بعده أستاذي الذي كتبت عنه في احدى القصص


8/ ما هى طقوسك الخاصة عند الكتابة ؟


عادة لما بيكون في فكرة عايزة تتكتب مش بتقيد بطقوس بهتم أكتبها بأسرع وقت ممكن


بحسب الطريقة المتاحة ورق او موبايل او كمبيوتر أما لو بستحضر حالة الكتابة 


فلازم يكون في موسيقى خصوصا فيروز اساسية عند الكتابة 


9/ ما هو الاسلوب المفضل لديك فى التدوين ؟


مافيش اسلوب محدد


10/ فى رأيك ما أهم ما يميز تدويناتك ؟


ربما الحزن اللي بيميز اغلب حكاياتي


11/ ما هو تقيمك لعالم التدوين فى الفترة الاخيرة ؟


رائع جدا اعتقد ان التدوين في فترة ثراء مليان مبدعين 


ومشاريع كتاب رائعين 


12/ اختر اقرب تدويناتك الى نفسك وضع رابطها وحدثنا عنها ؟








سبب كتابتها هو محاولتي للتغلب على الألم السنوي لفقد أمي خاصة في عيد الأم


فقررت أن استقبل عيد الأم بالانهماك في هذه القصة وبالفعل أخرجت كل حزني فيها


وشعرت بقربي منها .. ولم تأتي فرصة لوضعها في المدونة ربما لكسل فكانت فرصة لعرضها عليكم هذه الايام

13/ استعرض اهم المواقف الغريبة او الطريفة التى صادفتك مع التدوين ؟

لا يوجد

14/ هل أحدث التدوين تأثيرا عليك ؟ وكيف ؟

أكيد أثر استمرارية الكتابة ووجود قراء صريحين اثرى طريقة الكتابة وأثر فيا وجدانيا 


15/ اختر اى مدون ووجه له سؤال ؟


أسأل هيثم 




بما انك مهتم بالتاريخ ايه الشخصية التاريخية اللي كان نفسك تكون مكانه او تعيش حياته ؟؟ 


*****


في الختام أنا سعيدة جدا بالفكرة اللي كنا بنسميها زمان ( تاج )


ونمرره لبعض


وسعيدة اني بتعرف عليكوا بعد ماعرفتكم من خلال كتاباتكم الجميلة لمدة اسبوعين رائعين 








سأراهُ .. شعر .. (14)



سأراه غدا ياترى كيف سأراه 

كيف للقلب المعذب بالغرام 

غدا يلقاه 

**** 

سأرسم عيوني .. رسمة جريئة 

لا سأتركها .. على طبيعتها 

لتقرأ فيها مشاعري البريئة 

سأتركها تخبرك 

وكل ما يخفيه القلب عنك 

غدا ستراه 

وفي عينيك هل أراه ؟ 

****** 

سأراه غدا .. غدا سأراه 

يالوعة قلبي في انتظار هواه 

أبحث بين أوراقي ماذا أقول له 

أبحث بين أمتعتي ماذا سأرتدي له 

هذا الفستان من قبل رآه 

وهذا أبدو فيه قصيرة 

وهذا بدينة 

وهذا أبدو فيه صغيرة 

سأبدو كطفلته 

وبين يديه انا ابدو كدميته 

لكنني أهواه .. اتمنى لو الآن ألقاه وليس الغد 

لكن ليس من الانتظار بد 

******* 

غدا سأراه 

.. 

سأتأخر قليلا عن موعدي 

وأرقبه من بعيد 

كم يروق لي انتظاره 

سيهفو إليه قلبي وهومن الغضب يفور 

وشوقه وانتظاره يجعلانه يثور 

تفكر كيف سأبدو 

جميلة ؟؟ رشيقة ؟؟ 

رائحة عطري كيف تفوح؟ 

تفكر كيف اليوم سأتزين؟ 

وكيف بملابسي سأتلون؟ 

سأستقبلك بلهفة أم فتور ؟ 

وتدور الأفكار برأسك 

ومع عقارب الساعة تدور 

******* 

ها أنا ذا سأهمس بها خلف أذنك 

وانا أربت على كتفك 

ستقوم من مقعدك فجاة 

ويحتضن كفي كفك 

سلام عليك 

راحتي بين يديك 

سلام عليك 

مهجتي تشتاق إليك 

كل كياني إليك 

كل حياتي إليك 

سلام عليك 

قلبي يرقص طربا ولهفة إليك 

سلام عليك 

رباه كيف سأجلس عينايا في عينيك 

سلام عليك 

أشعر أني أريد البكاء على كتفيك 

الآن حلمي يتجسد 

الأمل بقلبي يتجدد 

ووجنتاي بألوان الحياة تتورد 

سأراه غدا سأراه 

كل عباراته في أذني تتردد 











Monday 2 July 2012

تفاصيل صغيرة (13)


روح ونبض المكان ،إحساس يملأك بالبهجة والأمان ، الدفء في تفاصيل صغيرة في طرحة بيضاء ومصلى ملقاة على الأريكة ، في ردائها المعلق على شماعة بالحائط صوت ضجيج ليلا بالمطبخ فتعلم أن هذه السهرة ستكون حافلة بأشهى طعام صوت رنين حُليها بأرجاء المنزل ،صوت ماكينة الخياطة وفرحتك بحياكة ثوب جديد تفاصيل صغيرة تشعرك بالألفة بالدفء بالأمان كل ذلك دون أن تجمعكم كلمات وحوار فماذا عن سهرة أمام التلفاز تمسك بيديها الحانية بين يديك وتقبلها و تستدفئ بغطائها وهي تجلس ممددة لتريح قدميها المنهكتين طوال اليوم تنصرفان عما يعرض على الشاشة و تملأ رأسها بحكاوي الأصدقاء وكلام المدرسين وخلافات الصغار العنيدة وهي تستمع بصبر بابتسامة تارة و نصيحة رقيقة تتخلل الكلمات تارة أخرى فتأخذك غفوة على قدميها وتستيقظ لتجد نفسك في فراشك الصغير.

تكبر وتكبر أحلامك وتشاركك كل أحلام الحياة بالدعاء تسعد بأن ما زرعته ينمو ويثمرفيزداد دعائها أكثر ،أن تفيق على همساتها قبل الشروق لأداء الصلاة ثم تجد إفطار ساخن بانتظارك ، قهوتها ومذاقها الخاص تسامرك قليلا وإن لم تتناول معك الطعام تودعك ودعائها لك بالتوفيق ، عند أول نبضة بقلبك تصارحها بفتاة أحلامك فتتهلل أساريرها واثقة في اختيارك تحاول أن تدبر الأمور للحظة انتظرتها طويلا وإن آلمها فراقك ولكنها ترحل فجأة ..

وفجأة تنطفئ أنوار الحياة والأمل ويظلم منزلا كان يتلألأ بالمرح ، الأعياد لم يعد لها قيمة ، تناول الطعام إفطارا أو عشاء سيان ، ذهب مذاق القهوة للأبد ولم تعد هناك متعة في الحياة سكت الصوت واختفت الابتسامة عندما رحلت فصارت الجدران ببرودة الجليد رحلت من كانت تبعث في نفوسنا الحياة إن كنا نعلم أنها سترحل سريعا كنا سنرتشف ونرتوي حبا وحنانا ، لو نعلم كنا ملأنا منها أعيننا وقلوبنا كنا أشبعنا نفوسنا لكن الرحيل يأتي فجأة ليصرع قلوبنا ولا تزال أشيائها الصغيرة تحاصرنا فتارة تبعث ألما وتارة دفئا يعود من الذكرى والحنين .