اعتادت الطفلة أن تذهب بالطعام لجدتها عصر كل يوم في هذا اليوم ألحت على والدتها حتى تذهب
فقد اشتاقت كثيرا لجدتها التي كانت تحتضنها وتحملها على قدميها وتلاعبها وتروي لها القصص
اعتادت هذا منذ عامان كان عمرها 5 سنوات وهي الآن في السابعة ولم تتغير معاملة جدتها ولا دلالها لها
فاذ الكيل بأمها فصرخت بوجهها إذا ذهبتي فلن تجديها
كررت امها كلمة واحدة جدتك ماتت .. ماتت ؟؟ ماذا تعني كلمة ماتت ؟؟
كيف فجأة هكذا لن أراها كنت عندها امس وكانت بخير كانت تتحدث جيدا أخبرتني بأن لديها أموال كثيرة
في هذا العمود النحاسي بظهر الفراش الذي تنام عليه .. وكانت تروي لها أول مرة دخلت فيها هذا المنزل
وانها لم تتركه أبدا منذ ان تزوجت بجدها ثم راحت تسرد بعض المواقف عن الجد الطيب الحنون
فماذا يعني أنها ماتت ؟
خرجت الطفلة مسرعة من البيت وقد ضجت بكلام أمها ، كانت تركض وهي تفكروتنسج الخيالات
وجه جدتها مرسوم امامها بابتسامتها المعهودها وجلستها بجوار الباب وإحدى الجارات تتسامر معها
وهي ترحب بها ، أتت حفيدتي الحلوة ثم تقبلها وتحتضنها بشدة وصلت
المنزل وقد تخر الوقت ودخل الليل كان يبدو مظلما كئيبا وتعجبت من ضوء القمر الذي يسقط شعاعه على الفراش ويلامس لمعة في اللون النحاسي لظهره ثم لمعت عيون قطة بجوارها كانت تبحث عن جدتها ،عمرها الصغير رفض تصديق وفاتها ، بحثت في كل أرجاء المنزل ولم تجدها وجدت فقط ملابسها
كما هي حذائها القديم المتهالك نضارتها القديمة صندوقها المليء بأدوات الحياكة ، عادت البيت صامتة ويكسو وجهها الحزن
احتضنتها أمها وفي اليوم التالي اصطحبتها للمقابر ووقفت عند احدهم ثم قالت لها هنا ترقد جدتك
لن تقبليها بعد اليوم ولن تحتضنيها لكنها ستشعر بدعائك وستسعد بزيارتك الصامتة
عندها هدأت كل الأسئلة بداخلها وأدركت ماهو الموت وكم هو قاسي يخطف الأشخاص فجاة وبغير رجعة
صباح الخير أيتها الأميره أميره ،،
ReplyDeleteهكذا هو الموت يسرق منا أحباءنا ليتركنا نعاني لوعة فراقهم .. ذكرياتنا معهم تفرحنا بعودتهم لنا في الخيال .. و تؤلمنا أكثر لأنهم لا يستطيعون زيارتنا في أرض الواقع
تسلسلك القصصي رائع جداً .. استمتعت بقراءة القصة وتألمت بتألم الطفله
تابعي مسيرتكِ
و دمتِ بخير
هذا هو حال الدنيا ، يرحل من يرحل ويبقى من يبقى ..
ReplyDeleteنشتاق إليهم ونحن لرؤية تقاسيمهم ..
قصة حزينة ككل حكايانا وقصصنا
الله يرحم الغوالي يارب
لوحة رائعة رسمتها كلماتك ، تخيلت الفتاة و لوعتها و جزعها ثم هدوئها و استسلامها عند ذهابها للمقابر
ReplyDeleteما اجمل اختيارك للكلمات و سلاسة نظمها و دقة تعبيرها
عبير
ReplyDeleteوجع البنفسج
استاذ ضياء
اسعدتوني كثيرا بموروكم الرائع لواحة قصصي المتواضعة اتمنى دوما تنال اعجباكم تحياتي وعذرا إذا كانت كتاباتي قليلة
جميله بلا حد
ReplyDeleteوحزينه بلا حد كذلك
http://storyuae.blogspot.com/
كم قاسي علي طفلة أن تشعر بمثل هدا الشعور!
ReplyDeleteالقصة رائعه وليئه بالمشاعر وعلاقة الحب بين الحفيده والجده
رائع ياأميرة
تحياتي