Thursday, 12 February 2015

الرحيل

يقف الحلم على مسافة قصيرة مني ينفث دخان غليونه في استعلاء 
كلما اقتربت صفعني لأعود خطوة للوراء 
أقف مترددا ..
إن اقتربت ستكون الصفعة مميتة 
واستمرار الوقوف مؤلم جدا
والعودة أشد إيلاما
أنظر للسماء 
أطلب الخلاص
لماذا لا يأتي الموت ؟!
كيف مر قطار الموت على كل هؤلاء من دوني
أمي .. أبي .. صديقي الوحيد .. جاري العنيد .. عمي الرحيم .. حبيبتي .. أخي الغريب 
كيف مر بكل هؤلاء وغفلني ؟!!
ومالحكمة من الغفلان ؟!
ماذا تبقى لي في هذا العالم لأحيا ؟!
وتأتي نفحة من نور ..
امرأة أخرى تهبني السعادة 
تتحمل حماقاتي وجنوني
وتمنحني مزيدا من الجنون
تذوب معي عشقا .. وتحلق معي لعنان السماء 
هل يمكن أن تبتسم لي الحياة حقا من جديد ؟!
ربما كانت الحكمة في البقاء لأجلها ؟!
صارت حياتي فقط ... لها 
أفرح لأجلها 
أعمل لأجلها
أنام .. أحلم .. آكل .. أشرب .. أتنزه .. فقط لأجلها !!
أهديتها روحي .. مال العالم لا يكفي .
ولكن .. أتدري لكن ؟!
هذا العالم البغيض لا تكتمل فيه سعادة
هذا العالم لا يخلو في نهاية كل قصة من كلمة لكن 
غابت .. ربماملت ما تحملت  ولم أكن أعلم 
ربما لم أكن أروي ظمأ عشقها كما يجب 
لم أمنحها ما يكفيها لتشعر بالأمان إلى جواري
والآن وأحلامي تحترق أمامي في غليون صغير 
أقف من جديد أشاهد احتراقه 
لا يمكنني اطفاءه .. لا يمكنني انقاذه
لا يمكنني البدء من جديد
أقف .. قدماي مترسخان في الأرض لا يمكنني أن أقاوم 
أقف .. أنتظر تلك الصفعة القاتلة 
أتحمل المزيد من العذابات
هل القهر يقتل ؟
هل تقتلنا العذابات ؟
ستقتلني حتما يوما ما !!
وربما بزغت بداية جديدة من وراء السماء لتمنحني سعادة مؤقتة ثم ترحل ! 


No comments:

Post a Comment