Tuesday 25 April 2017

ماذا لو أغلقوا موقع "فيسبوك"

ماذا لو أغلقوا موقع "فيسبوك"
تتساءل صديقة :ماذا لو استيقظنا ذات يوم ووجدنا موقع فيسبوك قد أغلق كيف سنتواصل ؟
ذلك الموقع الذي بعد أن كان محل هزلنا ولعبنا صار يحمل تفاصيل حياتنا اليومية ، أفراحنا وأحزاننا ،أهم مناسباتنا ،صورنا الشخصية والجماعية وأصبح الآن يحمل كم كبير من ذكرياتنا .
تجيب صديقة أخرى :سنعود إلى "المدونات" نكتب مشاعرنا في قصص وأشعار وننتظر التعليقات بشغف .
لمعت الفكرة برأسي
لقد ضججت بهذا الزحام
ضججت من أن تكون تفاصيل حياتنا متاحة للجميع، وخصوصياتنا منتهكة
أن يعرف الغرباء كل تفاصيلك
كيف كان من الممكن ان يحدث هذا في حياتنا العادية قبل الانترنت ومواقع التواصل؟
حين كنا نعيش مناسباتنا بين أقاربنا وأصدقاءنا نحتفل معهم في نطاق محدود  لايرى صورنا الغرباء ولا نجلس بأعين وأدمغة مفتوحة على بعضها البعض من الشرق والغرب و من أقصى يمين إلى أقصى اليسار .
أصبح لكل تافه صغير لم يقرأ حتى منهجه الدراسي منصة ومنبر يبث من خلاله رأيه الذي يتبعه فيه الآلاف
ساحة للمهووسين والمرضى النفسيين والحاقدين والفضوليين.
صار موقع مؤذي
حتى أن قوقعتي وعالمي الصغير الذي بنيته داخلها انتهك ، لذا قررت أن أنهي بنفسي هذا الأذى
يدي معلقة بإشعاراته
وقلبي معلق بأشخاص ألاحقهم من خلاله
ووقتي ضائع وتركيزي مشتت والعمر يمر بلا شيء يذكر.
ماذا يبقيني هنا؟
فجمهوره من القراء لا يقول الحقيقة أبدا فهو اما مغرض حاقد أو صديق مجامل .
والأصدقاء الذين تبحث عنهم سراب ، هم معك مادمت معهم، اذا ذهبت لن يكتشف ذلك أحد فمن يختفون ويتركون حساباتهم مفتوحة لا يشعر بهم أحد حتى تتعفن أجسادهم أو يكون قد نهل منهم الالم حتى استعادوا أنفسهم بأنفسهم
أما أولئك الذين يغلقون حساباتهم ويركض خلفهم الجميع لاستعادتهم
اما فعلوها لفت انتباه او أنهم قتلوا تعلقهم وعادوا لحياتهم الطبيعية فاتركوهم ولا تعيديهم برغبة أنانية لاشباع افتقادكم .
أما أنا فقد اخترت أن أمسك زمام المبادرة لهذه الفكرة التي لمعت برأسي
وأغادر قليلا هذا العالم الذي أفسد جزء من حياتي وسأكتب خارجه وأعود لمدونتي ولن يكون سوى ساحة ربط بينكم وبين ما أكتب
بلا أي نوع من التواصل الشخصي  .

9 comments: