Wednesday, 27 June 2012

الأوراق الملونة .. (9)

الورقة الثالثة

ـــــــــــــــ

لم تُكتب بعد أصبحت الرسائل في عقل الطفلة في كل لحظة
 فهي تتحدث لأمها في كل لحظة تمر في حياتها وهي على يقين أن
 كل ما تقوله رسائل شفاهية ستصل اليها حتما الساعة السادسة 
صباحا تستيقظ من نومها مسرعة
تقبل دميتها
صباح الخير ياحبيبتي ثم تركض لتغسل وجهها 
وتتوضأ وتصلي ركعتين الصبح ، ماما أنا صليت
ذهبت لمكتبها الصغير تحضر شنطتها وجدت الكراسة
 التي طلبتها من امها ومجلدة باللون الأخضر فرحت كثيرا
قبلت كراستها وكأنها تقبل أمها
متشكرة اوي ياماما ,,
أبي عاد ليقرأ القرآن بصوته وتلاوته الجميلة حضري لي ملابسي
 وأنا سأذهب لأسمعه قليلا من وراء الباب أتلاحظين أبي كف عن النحيب
وأصبح يبتسم كثيرا بل ويحاول إضحاكي أيضا حاولت أن أستجيب له
لكني لم أستطع أعلم أن صمتي يسبب له حزنا كبيرا لكني لن أتحدث أبدا لأحد غيرك
ولن يعلموا أبدا أنني أتحدث معك .. سأسمع الصوت أفضل في حجرة الضيوف 
وعندما فتحت باب الحجرة المغلقة منذ شهور
وجدت أمها رأتها تجلس على الأريكة والقرآن بصوت والدها صار أكثر
وضوحا وابتسامة أمها ترتسم على شفاهها فهتفت أمي عدتِ أخيرا ركضت
نحوها فلم تجد شيئا صعدت على الأريكة واستلقت فسمعت همس أمها
حبيبتي انهضي سيفوتك معاد المدرسة ، بين النوم واليقظة ،
 الحلم والحقيقة ارتمت بين أحضانها أخيرا حضن أمها
الدافيء يعود أخيرا ترى ابتسامتها وتلمس الدفء والحنان في قبلاتها
، 
لن أذهب للمدرسة سأجلس معكِ هذا اليوم
لا تتركيني مرة أخرى
الأم : حبيبتي لم أتركك لحظة كل رسائلك وصلتني
 وكل ليلة كنت أجلس إلى جوارك أرى ما تكتبين لي
وفي كل لحظة سأظل إلى جوارك استمري في حديثك معي على الورق
 ولكن لا تحرمي والدك من صوتك وكلامك ...
 اليوم عيد ميلادك سيحضر لك بابا تورتة كبيرة وعليها اسمك
ودمية جديدة لتغفو الى جوارك وأنا سأقبلك وأنت تطفئين الشمع اليوم أتممتِ الثامنة ..

ــــــــــ
يتبع النهاية

4 comments:

  1. جميلة تلك التدوينات مفعمة بالاحساس الطفولي الصادق
    دمتِ مبدعة

    ReplyDelete
  2. الله مستمرة
    في المتابعه يا روشتى :)

    ReplyDelete
  3. رائعة جدا وهادية ومريحة :)

    ReplyDelete
  4. هى ماتها عند ربنا ؟ :(
    جميلة ..

    ReplyDelete